التساقطات المطرية تكشف هشاشة البنية التحتية للمسالك الطرقية بالوسط القروي بإقليم آسفي

آسفي : عبد الرحيم النبوي

فضحت التساقطات المطرية التي شهدها إقليم أسفي مؤخرا الحصيلة الكارتية لتدبير الشأن المحلي للعديد من مجالس الجماعات الترابية بالوسط القروي ، بحيث كشفت هذه الأمطار عن هشاشة البنية التحتية للمسالك الطرقية والتي تلاشت، وأصبحت في وضعية متدهورة، مما يجعلها أحد اكبر المسببات التي تعيق التنمية الإجتماعية والإقتصادية للعديد من الدواوير والقرى بمنطقة عبدة.

وعادت هذه المسالك الطرقية ليفرض على المواطنين مواصلة معاناتهم في صمت، بعد أن أُغلقت الأمطار كل المنافذ المؤدية إلى هذه التجمعات السكنية، وجرفت هذه التساقطات جزءا من هذه المسالك الطرقية، كما جعلت الأوحال استعمال العربات والدواب أو أية وسيلة نقل أخرى ضربا من المغامرة، فازدادت معانات ساكنة القرى والدواوير، الذين أصبحوا يعيشون محنة حقيقية في ظل وجود المسالك غير المعبدة وبالتالي حولت الأوحال نعمة المسالك، التي طالما انتظرها السكان، إلى نقمة بسبب صعوبة المرور بها، كما أن هناك طرق إقليمية، أصبحت هي الأخرى غير صالحة للاستعمال من بينها الطريق الرابطة بين آسفي وجمعة اسحيم المحاذية للسد المائي ، والطريق الرابطة بين دار القيد السي عيسى والجماعة الترابية سيدي عيسى واللتان تعتبران الشريان الرئيسي بفضل الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تضطلعان به، وخصوصا ربطهما لعديد من المراكز الحضرية والتجمعات السكنية .

تحقق شروط التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي تستجيب للحاجيات الضرورية، رهين بمدى وجود شبكة طرقية قوية تختصر الكثير من المشاكل والمتاعب والمعضلات، لاسيما المسالك الطرقية التي تعد تحديا حقيقيا أمام الوضعية الصعبة التي تعيشها عدة مناطق قروية والتي ظلت لحد الآن خارج زمن عجلة التنمية التي تدور، لكن ببطء ، بحيث لا تساير الدينامكية الديمغرافية والسكانية والتحولات الإجتماعية وحاجيات المواطنين .فرغم توفر شبكة طرقية على صعيد الجماعات الترابية التابعة لنفوذ إقليم آسفي ، فإن هذه البنية الطرقية، تخفي وراءها وضعا مزريا للمسالك الطرقية والتي يصعب في بعض الأحيان أن نسميها طرقا لأنها لا تحمل معايير ومواصفات الطرق المتعارف عليها .

فإصلاح الطرق الإقليمية والمسالك الطرقية وفق دفتر التحملات المصادق عليه من طرف مختلف الشركاء والمتدخلين ، وتتبع عملية الانجاز والصيانة، سيمكن الجماعات الترابية المستهدفة من تقوية شبكتها االطرقية، و ستعمل بحق على فك العزلة عن الساكنة القروية، كما سيمكن من الحفاظ على ديمومة حركة السير على مستوى طرق هذه المناطق، وسيصبح بإمكان حافلات النقل المدرسي نقل التلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، وولوج سيارات الإسعاف إلى الدواوير لنقل المرضى إلى المستشفيات، كما ستمكن هذه المسالك الطرقية المنجزة، سكان دواوير الجماعات الترابية بالإقليم من التنقل، وتسويق منتوجاتهم الفلاحية و قضاء حاجاتهم اليومية، فضلا عن تحسين شروط الراحة والسلامة الطرقية بالنسبة لمستعملي الطريق بصفة عامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى