بن موسى فشل في انتشال المدرسة العمومية من براثين الأزمة ونجح في لم شمل أسرة التعليم
يبدو أن شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، قد فشل في مهامه، بعدما تغاضى سخط وتذمر نساء ورجال التعليم، ونجح في لم شمل نقابات وتنسيقيات قطاع التعليم وإخراجها إلى الشارع، لتعود الاحتجاجات والإضرابات للقطاع بعدما أيقن الجميع أن الحوارات لا جدوى منها.
سبق ل “بن موسى” كوزير للداخلية أن فشل في لعب دور الوسيط بين الجهات العليا والأحزاب السياسية ، عندما دخل معها في مشادات كلامية وحرب بلاغات ، مما افقد أم الوزارات هيبتها ، ثم تقلد رئاسة لجنة النموذج التنموي، وجاء على رأس وزارة التعليم في مهمة إنقاذ المدرسة العمومية، فعقد مجموعة من اللقاءات والاجتماعات والمشاورات طيلة سنتين لكنه فشل بإخراج نظاما أساسيا رفضه الجميع وأراده أمر واقع، بإحالته على المصادقة دون استشارة .
كان ظاهرا تشبت النقابات بالحوار ، إلا أن بن موسى أحرجها وحطم آمال نساء ورجال التعليم، الذي كان عليه أن يفكر في تحسين وضعية الأساتذة وانقاد المدرسة العمومية ، إلا أنه عمق جراح أسرة التعليم وأدخل المدرسة العمومية في دهاليز أعمق مما كانت عليه سابقا، وهذا ما دفع الجميع إلى رفض القانون الأساسي الجديد الذي يرى الجميع أنه يمارس “الحكرة” إلا بن موسى يراه محفزا .
اختيار الكل التصعيد أمام لامبالاته، وهذا ما نجح فيه بن موسى بالفعل ويحسب له، أنه أنشأ لحمة بين جميع مكونات التربية والتعليم، التي كانت قد تلاشت منذ سنوات، ولم تعد الفئوية في المطالب هي السائدة بل أنشأت تنسيقية تضم الجميع تحت إسم “التنسيق الوطني لقطاع التعليم”، يظم 17 تنسيقية أعلنت التصعيد ضد الوزارة مشددة على إسقاط النظام الأساسي الجديد، عبر الإضرابات التي يترتب عنها هدرا للزمن المدرسي، ضحيته التلميذ المغربي الدارس بالمدارس العمومية.
ومن الواضح أن المدرسة العمومية بتلاميذتها وسط مجتمعها، ستعرف اضطرابا لا محالة، لكن ألم يكن الوزير يعي هذا؟ ألم يكن مهندسوا النظام الأساسي الجديد على دراية بتداعياته؟ إذا كانت الأصوات قد تعالت قبل إحالة النظام الأساسي على المجلس الحكومي للمصادقة، لما لم يكن هناك تراجع وإعادته على طاولة الحوار وخلق توافق عليه قبل أن يصير أمر واقع، وتفاذي الإضطراب الحاصلة في القطاع..؟!