بعض المدارس الخصوصية بآسفي تستغل مرافقات النقل المدرسي أبشع استغلال

المرافقة مهنة لا إعتبار لها قانونيا، مجرد يد عاملة مؤقتة لا حقوق لا تأمين لا تغطية صحية ولا اجتماعية رغم انها تتحمل مسؤولية جسيمة، مسؤولية أرواح التلاميذ (بين المدرسة والمنازل) مقابل أجر لا يتجاوز ألف درهم في أحسن الأحوال.

المرافقة شابة ترافق سيارة سائق سيارة النقل المدرسي، مهمتها مرافقة سيارة النقل المدرسي و رعاية التلاميذ وتوصيلهم من منازلهم إلى المدرسة وإرجاعهم إلى بيوتهم بعد نهاية الحصص المدرسية، قد تبدو المهمة سهلة، لكن إذا رافقنا المرافقة يوما واحدا وهي تنجز مهماتها سيبدو الأمر أكثر مما كنا نتصور.

المرافقة تستيقظ الساعة الخامسة صباحا وتستعد لوصول سيارة النقل المدرسي ساعة بعد ذلك، لتنطلق رحلة جمع التلاميذ من الأحياء، تسير السيارة بسرعة في سباق مع الوقت وتتوقف كل 10 أو 20 متر لتحمل تلميذا، وقد تجد تلميذا مستعدا كما قد تجد تلميذا لميستعد بعد، قد تجد منزلا في الطابق الأرضي وقد تجد شقة في عمارة و يفرض أولياء التلميذ على المرافقة تسلق الأدراج لمرافقة ابنهما.

على المرافقة أن تعرف محل سكنى كل التلاميذ وأن لا تنسى أي أحد منهم، وإلا سمعت من صاحب المؤسسة التعليمية والمديرة والكاتبة التوبيخ والتأنيب، بين النزول من سيارة النقل والصعود إليها، وبين غبار الطرق الغير المعبدة واستنشاق الغبار والأدخنة الملوثة تتعرض المرافقة إلى تقلبات في درجات الحرارة واضطراب في التنفس، والضغط بأنواعه.

وبين صداع محرك السيارة وضجيج التلاميذ وشكاواهم في ما بينهم وبكاء بعضهم وتقيء البعض بل زد على ذلك شكاوى بعض الأمهات وآبائهم المختلفة والمتعددة، يرتفع الضغط ، لا تكاد تنتهي مهمة الجمع حتى تصل المرافقة منهكة القوى، لتجد في استقبالها مهمات لا علاقة لها بمهمتها الأصلية.

مهمات تستوجب شخصا محددا يقوم بها، طباعة الأوراق نسخها مساعدة المعلمات في القسم وقد تدفع إلى التنظيف، لا مجال للجلوس أو الاستراحة، فصاحب المشروع يعتبر الجلوس هدرا للدراهيم، لتبقى تحت تصرف كل من في المؤسسة بدء بالباطرون مرورا بالمديرة ثم المعلمات والكاتبة …، الكل يأمر المرافقة وما عليها إلا أن تطيع وتعمل.

وحين تنتهي الفترة الصباحية تستعد المرافقة لتوزيع التلاميذ على منازلهم خلال الزوال ثم الجمع بعد الزوال فالتوزيع مرة أخرى بعد انتهاء حصص اليوم.

لا أحد يكترث ويهتم، المهم أن يدخل التلاميذ إلى المؤسسة في الوقت المحدد، وتعود المرافقة لتلبي الطلبات الداخلية للمؤسسة، ثم يليها بعد ذلك وقت إعادة توزيع الزبائن على بيوتهم لينتهي يوم المرافقة حوالي الساعة السابعة مساء أو أكثر من ذلك إن حصل طارئ.

وككل المؤسسات التعليمية الخصوصية فالأجرة الشهرية تتأخر عشرة أيام عن موعدها الغير محدد أصلا، لتكون المرافقة آخر من يحصل على أجرها الزهيد الذي لا يتجاوز ألف درهم في أحسن الأحوال.

وكذلك الأمر بالنسبة لعاملات النظافة ببعض المدارس الخصوصية، ولا تختلف وضعية السائقين كثيرا عما تعيشه المرافقة وعاملة النظافة، متى ستحرك مفتشو تاشغل للوقوف على هذه الخروقات ورفع محاضرهم للجهات القضائية لتسليط العقوبات اللازمةعلى المخالفين وإعادة الحق للفئات مهضومة الحقوق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى