“سبحان الله كْوَرينا ولاو كٌورونا” .. كورونا بآسفي سلاح مستجد للفوز بمعارك سياسية

أربعة شهور واللعنة تلاحقنا ونحن لا ندري، ومازلتم تزرعون في عقولنا أوهاما خادعة، توهموننا أن مدينتنا ماتزال تمتلك سحرا وقدرة غريبة تضمن لها البقاء نقية من كورونا، لكن الواقع يكذبكم، فقد عم الوباء، نتيجة تعرضها لأكبر عملية خداع على أيدي الباطرونا الجشعة ونقابات النفايات وإعلام التفاهة ومنتخبوا الفشل وحاشية الحاشية الخاضعة لأجندة المأساة، تحللت فيها السردينة، وأزكمت رائحة الشواري الأنوف، وانتشرت إلى درجة شمولها كل القطاعات، من دون أن يشعركم ذلك بالخجل.
تقولون إننا مدينة لها ولي يحميها، ودخان يعقمها، وشرفاء تستجاب دعواتهم لها، وبنية صحية وخبرة تكفيها، ومتطوعون يمتلكون حناجر وجباه قل نظيرها، لكن الواقع يكشف عكس ما تدعون، فقد سقطنا تحت سلطة كورونا، وسطوة انتشارها، وسيطرة فزاعتها، ونفوذ تجارها المتاجرين بتيجانها، وإذا كان بعضنا مايزال يقنع نفسه أننا ضحايا بريئة لأقدار لا قبل لنا بمواجهتها، إلا أن واقع الحال يرغمنا على الاعتراف بأننا ضحايا لحماقاتنا ونزقنا، وسكوتنا على مضض، وأننا بسبب من هوسنا الكاذب نرفض الجهر بالحقيقة، وإذا ما سقطت أيدينا على الجرح، وكشفنا عن دائنا قلتم لنا أننا نشيع الهزيمة والانكسار والتشاؤم، ولا يغطي قصورنا وعجزنا عن مواجهتكم سوى كلمة “الأمل” التي تريح أعصابنا، وتخلي مسؤوليتنا، وتدربنا على أن ننام مطمئنين حيث الحال سوف يتغير والحل سيأتي من السماء، فدوام الحال من المحال.
نعرف أن مدينتنا ثرية، بماضيها الذي يمتد إلى آلاف السنين، لكننا لم نعد نعرف معكم كيف نستثمر ما حبانا الله به من إمكانات، وما امتلكناه من مواهب، وقد وجدنا أن الوقوف على التل أجدى لنا وأسلم، بعدما أغرقتمونا بالناطحة والمتردية وما عافها الضبع ، والكفاءات الزائفة المتسلقة لمراتب لا تناسب قامتها، على أنها تمتلك بصيرة هي التي سوف تنوب عنا في إنجاز التغيير الذي نريد، وما علينا سوى الانخراط في مواكب التطبيل، ومسيرات النكافات وأصحاب النواقص، لكي نكفر عن خطايا أنتم ارتكبتموها، وها نحن نشعر في أعماقنا بالهزيمة، بعد أربع أشهر بنقاء كاذب، ولم نعد نخشى أن يحل بنا ما هو أسوأ.
أربع أشهر وأنتم تمارسون معنا الكذب بوقاحة( صفر حالة)، ونحن نستطيب ذلك، ولا نفكر أن نرد على كذبكم وخداعكم تجاهنا، تتخلون عن أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وجاراتنا..، وتسمحون لقوى الجشع باستغلالهن في أبشع مؤامرة مركبة وشريرة، وبدون أن تطلقوا إطلاقة واحدة، وتقنعوننا أن حظنا الأسود هو الذي جاء بهم، ولم يكن لديكم من خيار سوى الهرب، وليس من العدل محاسبة أحد، ونصدقكم، وما تلبثون أن تزفوا لنا الوعد بالكشف عن المسؤوليات، وتطلقون الفتوى في إغلاق المدينة وكثم أنفاس الضحايا في عملية « الحجر الصحي » الموعود، فيما الأذناب يطوفون في المدينة غربا وشرقا، يضخمون رصيدهم الأسود الشخصي هناك، ونصدقكم، ولا نجد ضيرا في أن نزج بأنفسنا في معارك المصير، لأنها مدينتنا ومسؤليتكم.
هكذا نحن اليوم، لم نعد نثق بكم، لم نعد نريدكم، وقد قطعنا معكم الجزء الصعب من الرحلة الطويلة، مهادنين، غاضبين، ومتمردين أحيانا. وعلينا أن نكمل الرحلة من دونكم، ولسوف نعبر على جسر كورونا متجهين إلى المستقبل بعزيمة وإصرار، حتى لو كان عبورنا فوق مخاط هائج، والواحد منا ليس أمامه ما يربحه، ولكن عنده الكثير قد يخسره إذا ما بقي تحت يساير فشلكم، لقد طفح الكيل، وآن للدوائر أن تدور.