إصرار على الموت.. شاب من آسفي يقدم على محاولتي انتحار فاشلة في يومين.. يطح أسئلة

أقدم شاب في عقده الثالث على محاولتي انتحار في أقل من يومين، كانت المحاولة الأولى للشاب الذي ينحدر من جماعة حد احرارة ضواحي آسفي 28 ماي 2022 ، برمى نفسه من أعلى جرف بكورنيش آسفي، ومرة أخرى بتناول سم الفئران.

إصرار هذا الشاب على وضع حد لحياته، يدعو للريبة فقد كان شريط فيديو مصور يظهر تدخل أحد عناصر الوقاية المدنية لمنعه من رميي نفسه، إلا أن محاولته باءت بالفشل، إذ رمى بنفسه قبل أن تصله يد المنقذ، وكانت لحظة واحدة تفصله عن الموت..

تأرجحت الكفة يمينا ويسارا كعقرب ساعة حائر بين وجود وعدم، حتى أنه لم يفكر هل يكمل الطريق إلى نهايته أم ستكون هناك فرصة أخرى للعودة إلى الوراء؟ فى حالات كثيرة يختار القدر أن يمنح من اقترب من الانتحار، كسبيل أخير للخلاص من آلامه، فرصة أخرى للحياة، ليبدأ فى رؤية العالم بنظرة مختلفة، فيها من الانطلاق والإقبال على الدنيا وإعادة اكتشاف الذات والمحيطين بها مرة أخرى، ما يجعل عنوان حياته الجديدة، الندم على خوض تلك التجربة، واختيار الموت حلا، لكن هذا الشاب كسر كل تلك المعتقدات الفكرية، وزصر على الموت انتحارا.

هذه الحالة تستدعي الدراسة، والإشارة إلى من توكل له مهمة متابعة الحالات التي يئست من الحياة وتريد نهاية؟ فشل المحاولة ثم ترك العائد من الموت لنفس الحياة، ونفس الإكراهات، يتخبط في يأسه ونقمه على الدنيا ومحيطه، هو بمثابة دافع آخر للانتحار ينضاف للدوافع الخفية.

الاكتئاب وضغط الحياة وهمومها، والسير في دروب الحياة بلا هدى، والروتين اليومي الذي يحمل معه دائما الملل ويلاشي محفزات التفكير الإيجابي، هي غيرها تدفع المرء دفعا لوضع حد لها، ولا يمكن حسب اعتقاد المنتحر إلا بوضع حد للجسد الذي يحتويها، إذا اليوم نحن مطالبين مع تكرار حالات الانتحار ومحاولات الانتحار، بالتفكير الجدي في إيجاد خلية تتكفل بهاته الحالات التي عادت من الموت، والتواصل معها، والتفكير أكثر في لما صار كورنيش آسفي مقر لكتابة شهادة الوفاة؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى