أحزاب بآسفي آيلة للسقوط بحظوة كوادرها و ضحالة حصيلتها .

بدأ التداول في الانتخابات، وبدأت بعض الأحزاب بالتهافت والخروج من شرنقة الخمول،و أخرى تطفو على السطح و يلعن أصحابها تجاربهم السابقة مع أحزاب لم يستطعوا معها تبوأ ما كانوا يطمحون إليه ، حتى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من سقوطها من أعلى شجرة الاعتلاء ، و التوسل لمواطن راح ضحية وعودها و ابتسامات كوادرها و نفاق برامجها ، ودون التحقيق في ملابسات جريمة التسول نبصق على مرآة المشهد السياسي بآسفي و نمرر بصفحة “رجع الصدى” لعل الصورة تتضح.

المتتبع للتحركات الحزبية يصادف استنتاج واحد لا مناص منه ، هو أن معظم تلك الأحزاب متخوفة من القادم و ما ستحمله نسمات أيام أوشكت وأخرى لن تعود لها ،  لأن الحديث عن مسيرة النضال ،لم يعد يجدي نفعا و حظوة المسؤولية المحلية عرت كوادرها ،و المصطلحات التي عبأت الوعي الاجتماعي و دغدغة المشاعر فيما مضى لم يعد لها رنين في مسمع المواطن ،و محاولة خلق تشنجات و اصطدامات تلاءم خطاباتها الجوفاء و تلهي المواطن عن موطن فشلهم  فشلت .
 لدى فالضحالة الفكرية والسياسية عند البعض غالبة،ومعذورون لذلك لأنه لا يمكن تجاهل العقود التي يعيشها السياسي في أجواء المعارضة والركود ثم ينعم بحظوة المسؤولية،حيث أن التغييرات الجارية أكبر بكثير من التغييرات التي يعد بها السياسي الضعيف ، ومن لا يدركها يفوته الركب ويبقى متخلفا يزحف لاهثا في مؤخرة الأحداث ويعاقبه التاريخ أقسى عقوبة محتملة ،و هو ما سيقع لأن التبريرات التي سيتم تقديمها لا تلامس الواقع ،و التصويت العقابي الداخلي يكون مؤشرا على المسار التمثيلي ،و الوضع القائم يبرز الحصيلة .
إن معرفة ما يجري وكيف يجري لا يعني التكيف والقبول بالقدر الذي يراد رسمه لآسفي, بل في كيفية تحريك الآليات المختلفة لممارسة المسؤولية وفق القوانين ،وليس الاصطدام بالواقع المر الذي يزكم الأنوف ، فالجميع يعلم أن وضع آسفي ليس كما يجب.. ويقال في النهاية إن الرؤية الإستراتيجية تتطلب على الدوام الصبر على الصعاب التي تحيق بحياتهم مرحلة وراء مرحلة، ويجب أن يظل الجميع متمسك بصبره ومعاناته.. لكن هل هناك فعلا رؤية إستراتيجية يمتلكونها ؟ 
ليس تماما لدا علينا أن نضيع أعمارنا، بانتظار أن نصل إلى رؤية إستراتيجية تتحقق فيها رفعة المدينة وازدهارها.. وعلينا أن ننتظر وننتظر حتى يأخذ الله أمانته، ونحن ننظر لمدينتنا من منظار العموميات، ونموت قهرا تحت وطأة أخطاء عجرفة البعض و تبجح البعض بالنقاوة و المسفيوي لا يرى إلا مستنقع تنبعث منه روائح الأحقاد و ألسنة تلسع و نقيق كائنات لم يكتمل نموها بعد . 
 المسفيوي ليس بحاجة إلى خطاب سياسي لا يعرف التجديد ، لا يعاد بناؤه وفق التغيرات ،ولا نعني هنا توفير الجو للوافد الجديد على حساب ابن البلد ،فما يمكن أن تستقطبه مدينة آسفي من استثمارات مع المشاريع الكبرى يركز بالأساس على الباحثين عن الاستقرار ،و بالتالي فهذا الأمر فطن له المنتشين العقاريين ،و عاتوا في آسفي اسمنتا ،كما أن الخطاب السياسي الذي لا يركز على مشكلات المدينة ، ولا يرتفع إلى مستوى الطرح بدلا من الانجرار وراء شعارات غوغائية غير مناسبة لم يعد مقبولا ،و لا أظنهم قادرون لأن مشاكل المدينة مند عقود ما تزال ترخي بضلالها على الأحياء و الأزقة.
إن المواطن المسفيوي على الخصوص بحاجة ماسة إلى خطاب سياسي ناضج وصادق وصارم في موقفه إزاء مشاكله و ليس بحاجة إلى تناقضات، و لا إلى إشعال حرائق سياسية وإعلامية، و نضالات وهمية على الصفحات، هي سرقة الأضواء نعم وعبث لا نهائي كما هو حال مجالس مدينته  .
لا نهاجم رجلا ولا نحاول الإمساك به من خاصرته الضعيفة ،لأن التجانس غير طبيعي أصلا ،و التحالف لم يكن بتقارب البرامج و الرؤى و إنما كانت نصف ساعة كافية لقلب الطاولة ،لغاية اكتشفها المسفيوي بعد فوات الأوان ،لكننا نتحدث عن ظاهرة حزبية سلبية  تدحرجت ككرة ثلج حتى كبرت ،وباتت تعكس صورة سلبية عن السياسي المسفيوي ،الذي لا يمتلك حاليا سوى التراشق و رداءة الخطاب الذي صار على الدوام محط سخرية، ومع تنامي هذه الظاهرة الصوتية التحريضية لم يعد السكوت ممكنا فجنون النجومية لذا بعض رجال السياسة وصل حدا لا يطاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى