هل يمكن اعتبار استقالة “أربيب”مؤشرا على شخصنة حزب المصباح بآسفي
أثار خبر استقالة نائبة رئيس المجلس البلدي لآسفي “فضيلة أربيب ” المكلفة بالتعمير ،أمس الثلاثاء 27 مارس الجاري ، ردود فعل في أوساط المتتبعين والموظفين والمستشارين ، غلب عليها الحسرة على مغادرة المسؤولة الكفؤة لمنصبها خاصة أنها برزت كمدافعة شرسة عن مصالح المواطنين على مدار عامين.
التعبير عن تلك الحسرة يمكن تتبعه عبر الإحباط الذي حل على موطفي قسم التعمير ،وعشرات الإتصالات التي تلقتها النائبة الخامسة للرئيس من مستشاري الأغلبية والمعارضة على حد سواء ، وحتى المتتبعين للشأن المحلي .
كانت فضيلة أربيب صمام الأمان لهذا القسم بشهادات متعددة ، استهلت توليها للمنصب بعد استقالة “لمخودم ” بالإعلان، خلال أول يوم لها أن مصلحة المواطن فوق كل اعتبار ،وأن الشق الاجتماعي في مهامها يغلب على ما هو سياسي ، وبالفعل القسم الذي حضي بجملة من الانتقادات وأشيرت له أصابع الاتهام في ملفات عدة وأدخلت بعضها لردهة المحاكم ،صار خلال الأشهر الأخيرة متيسرا ويعود الفضل في ذلك لفضيلة أربيب و زميلها الطيبي الكرياني .
استقالة فضيلة أربيب لم تأتي بمحض إرادتها ولا بصدفة ،وإنما بترسبات ممارسات الهيمنة على المشهد السياسي لحزب المصباح من قبل أشخاص بعينهم ،يحاولون بجهد وفي الدقائق الأخيرة من عمر الولاية الانتخابية تجريد الحزب من سمته المؤسساتية وشخصنته ،وليس هذا لوحده وإنما ملف الدور ناقصة التجهيز الذي يراد له أن يكون ملفا سياسيا ،واستغلاله للظهور بثياب “المهدي حلول” فيما فضيلة أربيب لا تأخذ بعين الاعتبار للمرجعية السياسية في تحركاتها ،وإنما المحرك أساسي لها هو البعد الاجتماعي الذي هيمن حتى على حواراتها .
قد تعود فضيلة أربيب إلى قسم التعمير ،خصوصا وقد تعودنا إقليمنا لهاته المناورات المحركة سياسيا وإعادة الوجاهة حينما لا تفي الندوات والمناظرات والاجتماعات والحصيلة بذلك ،وقد لا تعود وتصون كرامتها من التجاوزات التي ينهجها البعض في اختصاصاتهم والغرض منها إذلالها وبالتالي استسلامها ،وملأ الفراغ الذي ستتركه بما يلاءم تجربة أخرى من التسلق المالي ،ولنا في التجارب أمثال يا أولو الألباب .