هل تنشأ الحياة المدرسية بدون ماء ؟
مؤسسات تعليمية بدون ماء والمجالس المنتخبة بآسفي آخر اهتماماتها التعليم
رغم ما تم تحقيقه بالعديد من الوحدات المدرسية بإقليم آسفي من بناء وتشييد للمرافق الصحية ،فإن جل المؤسسات التعليمية إن لم نقل كلها تعيش إنعداما للماء،مع وجود صهاريج المياه مثبتة فوق سقوف المراحيض فارغة ،مما يجعل جنبات المدارس ومحيطها مرفق صحي مفتوح ،ويجعل الحياة المدرسية صعبة .
إن افتقار المؤسسات التعليمية العمومية للماء له انعكاسات تربوية كثيرة ، نذكر منها مشكلة الهدر المدرسي، هي نتيجة من نتائج الوضعية المهترئة التي توجد عليها المؤسسات التعليمية، خصوصا لدى الفتيات اللواتي يجدن أنفسهن أمام إغلاق المراحيض بسبب عدم وجود المياه مما يجعلنهن غير قادرات على قضاء حاجتهن البيولوجية إلى حين وصولهن لمقر سكناهن.ولا يخفى على أحد الأضرار الصحية الناجمة عن هذا ،كما لا يخفى على أحد أيضا ما يمكن أن تنتجه بيئة غير نظيفة وغير صحية.
لا نحتاج المراوغة أو التلميح للمسؤول عن هذا الوضع ،فالمسؤولية على عاتق الجماعات المحلية التي لا تبرمج بميزانيتها درهما واحدا لقطاع التعليم ،وهذه حقيقة تعرفها مختلف الجماعات القروية بالإقليم ،فآخر اهتمامات المجالس المنتخبة القروية هو التعليم سوى ما يتعلق بالنقل المدرسي ،والمدرسة في مخيلتهم مكاتب التصويت عاشوا فيها أزمات نفسية مرتبطة بالترقب.
ونذكر هنا ما عرفته آسفي من بهرجة منقطعة النظير عن تسليم أسطول من الصهاريج ،إلا أن هاته الصهاريج والتي تكلف أقل من 150 درهم كثمن للمياه لا تعرف طريقا للمدارس ،فالتكلفة الإجمالية الشهرية لثلاث أو أربع مجموعات مدرسية التي يمكن أن تكون بتراب الجماعة لن تتجاوز 500 درهم ،ومع ذلك لم يأخذ رئيس جماعة مبادرة تزويد مدرسة واحدة بالماء.
أمام هذا الوضع وجب على جمعيات أولياء وأمهات وأباء التلاميذ الترافع من أجل توفير بيئة سليمة ليعيش المتعلم حياة مدرسية طبيعية ،كما يجب على الجهات الوصية أن تعطي تعليماتها لرؤساء الجماعات لتزويد المؤسسات التعليمية بالماء والانفتاح للمساهمة في الرفع من جودة التعليم.