مع فيديو :في غياب متنفس بأسفي يبقى كارتينغ ملاذ سكانها بدون مقومات
تكاد تضيق أسفي بسكانها مع غياب متنفس حقيقي يؤنس أحلامهم بمدينة للألعاب يركدون فيها أبناءهم بعد أسبوع من الدراسة والكد والجهد لتحصيل معرفي ، ويلعبون استعدادا لأسبوع آخر بالمدرسة ،ومتنزه يمارسون فيه هواياتهم ورياضتهم و يتخلصون فيه من أتعاب الأسبوع وضغط الحياة ،ومع غياب هذا وبعد مناله يلجؤون لمتنزهات عشوائية جادت بها الطبيعة .
إذا حاولنا أن نرى وضع أسفي في ما يتعلق بالمتنفسات بالمقارنة مع جاراتها ،الصويرة ومراكش والجديدة ،سنجد أن الصويرة لها وجهة بحرية رائعة عبارة عن كورنيش يمتد على طول تسعة كيلومترات ،مجرد المشي على أرصفته يريح النفس ويعيد للوجه بشاشته وضياءه ،ونفس الأمر بالنسبة للجديدة التي تمتلك كورنيشا ممتدا على مرمى البصر ،مهيأ لجميع الرياضات والهوايات ،أما مراكش فحدث كما يحلو لك ولا تتوقف ففي توقفك ظلم لها بعدد المنتزهات والحدائق العامة ورونقها .
أما أسفي فسيدي بوزيد حيث المنطقة الوحيدة التي يمكن أن يحلم فيها المواطن الآسفي بمشروع سياحي يعيد للمدينة اعتبارها ،قد بنيت به فيلات لأناس عاتوا في المدينة فسادا اغتصبوا واجهتها البحرية ،فاستبدلت المقاهي و المطاعم بفيلات ،لكن حقدهم على المدينة لم يتوقف عند الغصب ،بل حتى الكورنيش الاسمنتي لا توجد به مرافق ،لا مقاهي ولا مطاعم و حتى المراحض التي يواري فيها الزائر عورته لقضاء حاجته لا وجود لها ،إذ ما إن يحاول الزائر تمتع بشيء من المناظر البحرية حتى يجد نفسه ملزما بالعودة بسبب إكراه بيولوجي ،وآخر لا حرج له في التبول على أسوار الفيلات واتمام ما جاء لأجله.
إنها أسفي تعاقبت عليها اللعنات والتواطؤات وغيرت من ملامح سكانها بتغيير ملامحها ،كانت بساتين وسكانها لا تفارقهم الابتسامة وروح الدعابة تسري في أرواحهم ،اليوم صاروا كما يحلو لجيراننا من أهل الحمراء وموكادور “معبسين” ولم يكلفوا نفسهم يوما السؤال هل القلق ولد معنا أم هو وليد اليوم؟ أسفي تحتاج لأبنائها ليس للتبرك بأمجادها السالفة ،بل لإعادة بريقها ودب الحياة في شرايينها بالعمل .
https://youtu.be/dReX6AUfMS4