صفقة المطبخ .. غياب سيادة القانون والشفافية في الصفقات بمستشفى محمد الخامس بآسفي
يكشف مستشفى محمد الخامس بآسفي تناقضات عديدة بين حين وآخر ونسمع مقولات مختلفة قد تكون بعضها انتهازية وقد تكون ذات جشع أعمى ،فعند ما نود التحدث عن إصلاح المستشفى وتطويره في مجالات مختلفة ،فإن الحديث عن التأخر في ذلك إن صح التعبير يأتي ضمن وجود الفئات المحتكرة في سوق الصفقات وبوجود الغرف المغلقة في حصر التعاملات التجارية بما يمكنها في الاحتفاظ بمغانم كثيرة لنفسها.
كل هذه الملفات تقف على أرضية واحدة وهذا الذي يدفعنا الى التأمل والنظر في الحديث عن الغنائم التي دائما تستقطب أصحاب المصالح ،والذين يسعون وراء العمل تحت مظلة شبكة تربط بين المنتفعين بعضهم بالبعض الآخر.
فالصورة تكون رديئة ولا نستطيع رؤيتها إلا من خلال انهيار السيطرة والهيمنة على إدارة أجهزة المستشفى ،وكنموذج لذلك ما لعبه أفراد بعينهم من دور فعال في إسقاط صفقة المطعم ،وجندت لذلك مرتزقة من داخل المستشفى وخارجه ،و غايتهم إعادة وضعية « البزولة » على ما كانت عليه وليس من اجل تحسين الخدمات للمريض ،هذا الانحراف الذي ينبغي لنا ملاحظته اذا ما قررنا التحدث عن مكافحة الفساد ( الاختلاس والابتزاز والمحسوبية وحجب الحقيقة وتعارض المصالح) .
قطاع الصحة بآسفي وجد في خط التماس مع القطاع الخاص ،فكلما كان المسؤول العام له سلطة في توزيع المنفعة يكون القطاع الخاص مستعدا لدفع التكاليف من أجل الحصول على المنافع المجدية له، فنحن أمام عرض المرض وليس المرض بحد ذاته ،وفي المقابل يجتهد المصلحون في اجتثاث الفساد وهم ليسوا معنيين به وإنما باثارة التشويهية التي تقلل من كفاءة وفعالية الإدارة.
ما وقع بصفقة « المطبخ » وكيف تجندت قوى الظلام في إعادة تتبيث « البزولة » بما يلائم أفواههم النهمة، وتجنيد المرتزقة من كل حذب وصوب ،وجعل خدمات المريض واجهة تحركاتهم ،وما آلت إليه الأوضاع بعدما لقي شاب في مقتبل العمر حثفه داخل مطبخ المستشفى ،جراء الضغط والأساليب الحقيرة والخسيسة التي استعملت للإطاحة بالصفقة ،يدعو لتسليط الضوء بشكل يومي على هاته الصفقة ،فلا يمكن للحاصل عليها بعد الإسقاط يستورد سلعه من بلاد الجودة ،ولا عماله من خرجي الشاف « شوميشة » ولكن لأن القسمة تتم وفق اتفاق تم في غرف مغلقة خلال صفقات سابقة ،تجعل المتتبع يمسه شيئ من الشكوك ،وله في ذلك مبرراته وقراءاته وفرضياته التي سيسعى حتما للتحقق منها.
طبعا اعتماد اساليب بالية يبعدنا عن القراءة الحقيقية للاوضاع ففتح الاف الملفات في الفساد بالمستشفى ليست مشكلة كبيرة ،ولكن جدية تناولها والكشف عن خيوطها يحول دون اطالة أمد التجاوزات الإدارية ،فمواجهة الفساد مهما كانت تجربة محفوفة بالمخاطر أفضل بكثير من دفن الرؤوس في الرمال ،التجارب اثبتت ان الضجيج لا يحدث هيبة والتاريخ لا ينخدع بالبرامج الاعلامية فان المشهد الذي تعيشه صفقات المستشفى يتطلب الجرأة في مناولته ،كما أن سنن التغيير ايضا لا تقف مكتوفة الأيدي لأن انتصار الفساد بمستشفى محمد الخامس بآسفي من خلال صفقة « المطبخ »لا يعني بالضرورة تعقد شبكاته وتداخلها فيما بينها و يصعب بالتالي فكها واجتثاثها ،وإنما يعني #غياب_سيادة_القانون_والشفافية_في_الصفقات_بمستشفى_محمد_الخامس_بآسفي.