شبو لتلاميذ أسفي أو شابو للأمن الإقليمي
رغم استمرار الاحتجاجات لستة أيام متتالية ،ورغم أن اليوم الإثنين 12 نونبر 2018 شهد جحافل بأعداد كبيرة من التلاميذ من جميع الثانويات والإعداديات بمختلف أحياء المدينة تتجه صوب وسط المدينة ،إلا أن أساليب التلاميذ في الاحتجاج كانت راقية ومجاراتها من طرف عناصر الأمن كان أروع.
في الوهلة الأولى وأنت ترى أعدادا كبيرة من التلاميذ من مختلف الاتجاهات ، يقصدون وسط المدينة ،ينتابك رعب وخوف مما سيحدث ! فتتخيل فوضى عارمة وتخريب للممتلكات وتوقف حركة المرور .. لكن لا شيء من هذا المتخيل حدث ،فقد كانت السيارات تمر بسلاسة أمام التلاميذ المحتجين ،والشعارات التي رفعت كانت في السياق الذي يتظاهرون من أجله “عودة الساعة القانونية” ولم تمس ممتلكات المواطنين ،ولم تحدث فوضى ،وإن دل هذا فإنما يدل على نضج التلميذ الآسفي وتشبعه بأداب المطالبة بالحقوق .
وإذا كان التلاميذ بأسفي قد أبانو عن نضج كبير ،فالأمن الإقليمي هو الآخر أبان عن احترافية كبيرة في التعامل مع التلاميذ ،فقد عاينت آسفي تايمز منذ الصباح كيف أن السقور يرافقون التلاميذ بتوجيهات لفتح الطريق أمام السيارات بابتسامات ولطف ،وهو الأمر نفسه لباقي عناصر الأمن والقوات المساعدة عند مكان التجمهر ساحة محمد الخامس وسط المدينة ،حيث التموقع المنظم والرزانة التي تمتعوا بها جميع العناصر كانت مثيرا إجابيا لإستجابة مماثلة من التلاميذ طيلة مدة الاحتجاج ،وفور الاعلان عن انتهائها عاد التلاميذ بشكل حضاري دون مناوشات .
هنيئا لأسفي اليوم بتلامذتها الذين شرفوا المدينة بنضجهم ،وحسن أسلوبهم في الاحتجاج ضد الساعة غير القانونية ،وعلى جميع المتدخلين أن يمتازو بما أبان عنه التلاميذ والأمن والعمل على التواصل مع التلاميذ بمؤسساتهم ومع الأباء ،وتقريب الرؤية حتى يكون للسنةالدراسية مسارها التربوي الطبيعي ،ويتوقف هذا الهدر في الزمن المدرسي ،فالحوار مع التلاميذ وفهمهم هو الكفيل باستوعابهم لعدم التغير الحاصل في السقف الزمني ،وشرح التغيرات في الزمن المدرسي بحل الإزاحة .
من الضروري ملاءم الزمن المدرسي مع الزمن الإداري ،فالظاهر أن الحكومة اتخذت قرارها وتركت وزارة التربية الوطنية تتخبط في عشوائيتها ،فالحل شمولي يراعي الزمن المدرسي الجديد مع الزمن الإداري ،وليس الأمر متعلق لدخول وخروج التلاميذ.