الصلاة.. الصلاة.. على قسم التعمير .. هنيئا لكم يا رُضع بلبݣرة
تعقدت الأمور على خط تأليف التحالف بالمجلس البلدي، حيث يمكن القول، وفق المعلومات المتداولة، أن المسألة قد عادت مرة أخرى إلى المربع الأول، وذلك، على خلفية إرغام الدكتورة فضيلة أربيب على تقديم طلب اعفائها من قسم التعمير ، باعتبار أن ما جرى من تطورات خلال اجتماع نواب الرئيس واتفاق الإخوة والحلفاء على لي دراع رئيس المجلس البلدي عبد الجليل البدوي بعدم الاستجابة للاجتماع ،وانعكاسات ذلك على واقع التحالف الهش، قد جعل من مشهد الشأن المحلي يشبه بالكامل عما كان عليه خلال ولايات سابقة.
وكشفت المعلومات نفسها، أن نواب الرئيس من التحالف والإخوة، واللاعبين الكبار، قد دخلوا على خط كل الأحداث والظروف والتداعيات التي أحاطت بقسم التعمير ، وهو القسم الذي يدخله المستشارين جياعا حفاة عراة ويخرجون منه وقد امتلأت بطونهم سحتا ولنا في الأمثلة بأرض الواقع أمثلة كثيرة.
ومن هنا، تتحدث المعلومات ذاتها، عن عملية إعادة انتاج اللوبي المتحكم عقاريا بالمناورات السياسية ،حيث أن فضيلة أربيب شكلت وطيلة المدة التي قضتها بالتعمير سدا منيعا أمام جبروت هذا اللوبي الشره ،وإذا ما تم تقييم شامل لكل المراحل التي قطعتها عملية إرغام فضيلة لتقديم اعفائها ، وذلك داخل صفوف فريق الأغلبية من سنة بشكل خاص، وتحديدا في أوساط الإخوة ، حيث أن أختهم تنافسهم في الظهور الإعلامي بجرأتها في مواجهة التحديات ،وغلبت انجازاتها كل الخرجات المحتشمة لأثخنهم، وشكلت بذلك تهديدا حقيقيا وهي المرأة الوحيدة التي تقارعهم في المهمات الصعبة ،لظهورهم في المحافل بالشكل الذي يوهموا به الباقيين بأن ليس هناك بديلا لهم ، فإننا نجد أن ثمة منهم من يرى أنه من الضروري اليوم إعادة دراسة منطق الاستفاذة بعد أن أشرفت الولاية على اكتمالها، ومطالبتهم بتركيب بنية تواكب خطة السطو على المدينة وتقطيع الخريطة; بل أن هناك الحديث عن تحالفات ما قبل الانتخابات.
وبالتالي، فإن كل التوقعات اليوم تشير إلى موت قسم العمير بعد انتعاشة دامت لشهور، وسيؤدي ذلك إلى إعادة خلط الأوراق داخل الإخوة على مستوى التمثيل في اللوائح القادمة، على غرار الوضع الحالي بالنسبة لعقدة «12 مستشار»، في ضوء أن حزب الاسقلال عليه أن يرتب أوراقه قبل أن تتم عملية التهامه، ويتعرض لانتكاسة قد تفقده توازنه بالمدينة ويجد نفسه بعدما كان حليفا لقمة سائغة لحلفاء يرو فيه مطية مرحلية.
وتقول المعلومات أن ما سيحصل لاحقا على مستوى التدبير المحلي، سيكون شبيها بموضوع «رضع على قدك»، حيث أن سقف الاستثناءات بالتفويضات المقدمة لقسم التعمير والممتلكات رغم أنها تساير القانون المنظم للأقاليم والعمالات على اعتبار أن نظام الجماعات المحلية نظام رئاسي، فإن محاولة اعتبارها من قبل المفوض لهم، أنها تهدف إلى الإلتفاف على مهامهم وتقزيمها ، والقول بأن اتفاق الإخوة والحلفاء له وزنه على الرئيس ، وبالتالي، من الضروري أن تكون لهم تفويضات تسمن وتغني ،هو ضرب من الهوس بأكلة السحت والله يحفظ آسفي من بطونهم.
وتضيف هذه المصادر القريبة من ما يروج بقصر البلدية، أن هناك مطلبا واحدا وهو الانفراد بقسم التعمير، ولن تنفع كل الضغوط أو الشروط السياسية أو غير السياسية، كما التصعيد المعارض في فرض تغيير في المعادلة داخل النظام الذي يمنع التفويض بشكل كلي، ذلك أن كل ما يجري من تصعيد غير قابل للصرف في السياسة، كما أن هناك ميثاق انبثق عنه التحالف صبت نتائجه في غالبيته لصالح حزب العدالة والتنمية، فيما حزب الاستقلال بقي يترنح للبحث عن سبل فرض الذات .
تقول المصادر نفسها، أن عودة الحديث عن «قسم التعمير» من خلال المطالبة بتقديم فضيلة أربيب اعفاءها، إنما يصب في خانة عرقلة مسار التأليف أولا، وتنفيذ مناورة سياسية ثانيا، مع العلم أن من يطرح مسألة الاعفاء هذه هم الإخوة ، وليس مستشاري الاستقلال ،ولعل أن هناك اتفاق خفي يقضي بإعادة انتاج نفس النخب السياسية في تشكيل لوائح انتخابية مختلطة و«الفركنة» على المدينة ،لكن السياسة مناورات فاليوم نبنيه ببيان التحالف وغدا بنفس اليد ونفس الخط وحتى بنفس القلم ينقلب السحر على الساحر بإضافة كلمة «فك» .
وعليه، فإن الوضع الذي يعيشه المجلس البلدي، سبق وأن حسم توجهه وسهلت مهمة المجلس للانفراد بالتسيير، وذلك بعيدا عن أي تتبع ومواكبة من الفعاليات المدنية الأخرى، فلم نرى بيانا لحزب أو لجمعيات أو نقابات تشجب أو تستنكر أو حتى تنبه ، الكل استكان وكف عن الكلام ، فلا أحد يمكنه أن يأخذ المبادرة ويحاول تصويب الواقع ولو ببيان يقال فيه فقط «نحن هنا.. نتتبع تسييركم.. وهذا حقنا.. وهو أضعف الإيمان»