الركوب على منجزات مؤسسة الدولة(الحافلات) ..الدهاء السياسي لأعضاء العدالة والتنمية مكنهم من تمثيل الوصاية على حليفهم.

فكرت كثيرا لكي لا أجرح إخواني الذين أكن لهم الاحترام والتقدير ،قررت أولا أن أفسر حسب اعتقادي سرقة الانجازات ،والذي هو موضوع المقال بخلفية الحافلات الجديدة بآسفي وما رافقها، من ركد لأعضاء من أغلبية المجلس الحضري لآسفي ،بغية تحقيق “العناية” فهي أحسن في الموروث الثقافي من ركوب الخيل .
وبعد تفكير وجدت أن سرقة الإنجازات ليست سرقة ،وذلك لبطلان شروط السرقة الموجبة للحد والتي يعاقب عليها القانون بالحبس ،وكون سارق الانجاز هو خارج تغطية القانون لأنه إنسان قادر على سحب البساط من تحت الآخرين بالقانون ،من مبدآ ميكافيللي وذلك لأنه يتسلق رأس الانجاز ليقطف ثمرته ،وبهذا أعتقد أن الأمر يتعلق بعملية غش وليست سرقة كمثال التلميذ الذي يغش من زميلة المجتهد في نهاية العام الدراسي ويحصل على نقطة لا يستحقها .
فالكل يعلم أن رئيس المجلس الإداري للوكالة المستقلة للنقل الحضري بآسفي هو عامل الإقليم ،وهذا الأخير شكلت له الحافلات المهترئة التي كانت تجوب الشوارع وصمة عار للمدينة ،كما شكلت له الاختلالات المالية والإدارية للوكالة عرقلة بارزة لتحقيق التنمية المجالية في القطاع الحيوي الأول بالمدينة ،بل شكلت الوكالة عبر مستخدميها وعمالها بؤرة إنتخابية تجلت في صفقة تصفية تقاعد المستخدمين ،والبطائق التي كانت توزع بشكل عشوائي ويستفيذ منها الأجراء والموظفين ويتمرد المواطن البسيط بالصعود مجانا ،بل حتى قطاع الغيار كان يبيت بمستودع الوكالة ولا يطلع عليه صبح ،والبنزين الذي يكفي لمسيرة أميال ينقضي في جولة صباحية .
أمام هذا الوضع إرتأى السيد عامل إقليم آسفي “الحسين شينان”أن يراسل وزارة الداخلية لاتخاذ قرار تصفية الوكالة المستقلة للنقل الحضري بآسفي، لما تستنزفه من مزانيات مع رداءة الخدمات ،فكان القرار حكيما وتم في ولاية أغلبية المجلس البلدي ،لكن البهرجة السياسية اندلعت بشكل مبكر ،واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير حتى صدق من قشع شرارتها أنها انجازه ،بل أن البلاغات والبيانات كانت تخرج موقعة باسم الرئيس وليس المجلس الذي تتشكل أغلبيته من العدالة والتنمية والاستقلال ،فكان أعضاء هذا الأخير مكتوفي الأيدي والتزموا الصمت ليس حكمة ،ولكن لأنهم افتقروا للدهاء السياسي الذي يردون به على تهميشهم في الصفقة.
الواقع أن الحافلات بآسفي من إنجاز مؤسسة الدولة ،وهذا لا يخفى عن أحدهم ولا يستطيع انكاره أحدهم ،لكن البهرجة السياسية تلاحق منجزات مؤسسات الدولة كما هو شأن تأهيل غابة إيلان ،وعندما تكون حصيلة مجلس منتخب محتشمة يكون الركوب على المنجزات بشكل ميكيافيللي شائعا ،ومهما قلنا فأهم إنجاز هو أن الدهاء السياسي لأعضاء العدالة والتنمية مكنهم من تمثيل الوصاية على حليفهم.