الحضري يكشف عن اقتراب غرق سفينة القنادلة بأسفي

قراءة سريعة في تغريدة قصائدية نشرها الإعلامي وعضو حركة التوحيد والإصلاح بأسفي أحمد الحضري على صفحته الرسمية بالفيسبوك

يستفتح أحمد الحضري أحد الأعضاء البارزين بالدرع الدعوي لحزب العدالة والتنمية والمؤثر فيه سياسيا وإعلاميا ،تغريدته القصائدية الرائعة من خلال هذه الجملة التي قد تُشعر إخوانه بلسعة برد ناعمة ولكنهم لن يجدوا في قصيدته سوى ” حيرة.. رياح .. أمواج .. رعد ..برق ..فقدان المقاومة ” وغيرها كثير من الكلام المرعب .
بداية لنسأل لما القصيدة ؟
من وجهة نظري عندما ترتدي القصيدة لباس الحقيقة لتصبح جزء منها، بل وإنها تتجاوز ذلك في بعض الأحيان لتصبح مقنعة أكثر من الواقع ذاته يمكن تحقيق ذلك من خلال المصطلحات ودلالاتها ، هنا يمكن القول أن أحمد الحضري لم يستطع البوح بما يخالج فكره ويثقل كاهل أحاسيسه،فلجأ إلى الرمزية للكشف عن تنبؤه باقتراب غرق السفينة ،ولا شك أن اختيار السفينة قبل البيت ،له تفسير واحد وهو التدبدب الحاصل على مستوى الفصح لدى الحضري ،فقد ذكر أن الجامع بينهم هو ما جمع بين المخلوقات بسفينة نوح ،ألا وهو قناعتهم باجتياح المياه الأراضي وذلك بإيمانهم بنبي الله نوح ،هذه هي المرجعية المعتمدة لدى القنادلة ،في اعتبار حزب العدالة والتنمية هو سفينة من ركبها فهو آمن وغانم ومن تركها فقد أهلك وخاب .لكن الحضري وفي لحظة البوح أدرك   أن المناجاة بمفهوم السفينة كمرجعية دينية لم يعد يجدي ،وهذا ربما لقناعة الحضري بأن المخاطب لم يعد الدين يدغدغه ،وإنما التقارب الإديولوجي هو المتحكم فيه فاستخدم البيت وأهله وبنيانه وأساسه ،وهدد بتركه  ،ويؤكد على اقتراب سقوطه .
الحضري وهو يشكو همه في صمت وأنين ،وتحسره على ما آلت إليه اللمة ،وكيف صار التطاحن على أشده ،وهو الأقرب للقرارات الجماعية وتحركات مستشاريه ،يسائل نفسه هل أترك البيت أم أبقى به حتى يخر سقفه على الجميع ..؟ لم يترك المجال لأي تأويلات ،فالسقف منهار لا محالة والتصدع باد للعيان ،ولم  يعد حبيس جدران المقر ،فقد تم عرضه بشكل جلي وواضح بدورات المجلس البلدي ،والسفينة غارقة لا محالة ،فالثقب يراه الجميع من خلال المقاطعة التي شهدتها الدورات من طرف مستشاري الحزب ،ويبقى شغل الحضري هو ما الصواب البقاء إلى أن تغرق وليس هو الربان ،أم المغادرة وهو من ساهم في البنيان؟

هاته القراءة السريعة للتغريدة القصائدية التي نشرها الإعلامي وعضو حركة التوحيد والإصلاح والقريب من القرار السياسي للحزب ،لم تكن بموت المؤلف ولا بزوال أطلاله ،لكن هي قراءة وفق واقع حال حزب العدالة والتنمية بأسفي الذي ظهر به شرخ واضح بين فريق وفريق ولا نريد التسمية هنا حتى لا يؤخذ علينا مأخذا ،إلا أننا ملزمين أن نشير بكل صراحة ليس السبب مصلحة المدينة !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى