أسفي وأعيانها بين الهبة والنهب أرض المستشفى نموذجا
هناك من وهب أرضا لبناء مستشفى وهناك من احتل ملكا عاما لبناء خمارة
كشفت وثيقة مرسلة من وزير الصحة بحكومة صاحب الجلالة مؤرخة ب 16 أبريل من سنة 1956 ،إلى الحاج عبيد أحد رجالات أسفي على أن الأرض التي بني فوقها المستشفى الإقليمي محمد الخامس بأسفي تعود لهذا الأخير.
وقد جاء في مضمون الرسالة ،بعد إصباغ صفة الفاضل الأمجد ، تقديم التحية والشكر الخالص للتبرع على وزارة الصحة بقطعة أرضية ،لبناء مستشفى يعالج فيه المغاربة، ولهذا أجر عظيم.
الوثيقة هنا لم تأتي بجديد ،فالعديد يعلم بكون الأرض التي بني عليها المستشفى الإقليمي محمد الخامس بأسفي، تعود لشخص كان من أعيان المدينة ،وكان اسمه مقرونا بالبحر وتصبير السمك، وحتى أواخر الألفية الثالثة كان اسمه وما زال يتداول في الكثير من المنشآت والأماكن، ولكن المغزى هنا من نشر هاته الوثيقة هو وضع أعيان اليوم مع أعيان الأمس ،على ميزان الصالح العام، فإذا كان الحاج عبيد قد وهب أرضا لبناء مستشفى فهناك من استحوذ على أرض لبناء خمارة وأجثت غابة لبناء مساكن ،وإذا كان الحاج عبيد قد عمل معه مئات الأشخاص وفتح بيوتا وساهم في اقتصاد البلاد ،فاليوم لم يستطع أعيان هاته المدينة تشغيل نفر واحد ،فإذا كان الجميع لا يحتاج التمحيص لمعرفة جواب من أين لحاج عبيد بذالك ؟ فالأمر عينه لا يحتاج أحد للتمحيص للإجابة عن من لك هذا ؟لأعيان اليوم ، فليس لهم نشاطا تجاريا ولا صناعيا .
الوثيقة المدرجة اليوم ليس لمعرفة من وهب الأرض لبناء المستشفى ،فأجره عند الله ،لكن ليعرف المواطن الآسفي أن رجالات آسفي الأحرار لم يكونوا كما من عمر المدينة اليوم ،كانوا يحبون حاضرة المحيط حبا يجعلهم يقدمون كل ما يملكون من أجلها ،عكس اليوم الذين ينهبونها باسم أنهم أبناءها ويحبونها حب الدجاجة بلا نهدين .